عدم الثقة بالنفس مشكلة تواجه الكثير من الأشخاص, وربما يكون أكبر عيوبها أنها تظهر بوضوح على تصرفاتك وتعابير وجهك وغيرها مما يجعلك تتمنى إخفاءها لكي لا يعلم الآخرون أنك متوتر أو مهزوز في داخلك, لذلك اليوم سنتعرف على أبرز 10 علامات تستطيع أن تعرف من خلالها ما إذا كان الشخص الواقف أمامك واثقاً في نفسه أم لا, مما سيساعدك في الحكم على الناس ومعرفة من الذي يجب أن تثق في قدراته أو تحمله المسئولية ومن لأ.
يمكنك أيضاً أن تستفيد من هذه العلامات بأن تحاول إخفاءها إذا كنت من
الأشخاص الذين يصابون بالقلق أو التوتر في بعض المواقف الصعبة, مما سيجعلك تحافظ
على مظهرٍ واثقٍ في نفسه يساعدك على أن تنال إعجاب الناس وتقديرهم.
ملحوظة: إذا كنت ممن يملون من القراءة فستجد النسخة المنطوقة من
المقال في فيديو في نهاية الصفحة.
والآن فلنتعرف على أهم 10 علامات لنقص الثقة بالنفس:
1- الخوف من أن تكون على خطأ يدل على عدم الثقة بالنفس
الرجل الواثق في نفسه لا يجد مشكلة في إن يرتكب الأخطاء في بعض
الأوقات, لأنه يثق في نفسه ويعرف قيمتها فهي أعلى من أن تقلل منها بعض الأخطاء
الصغيرة, لذلك فهو دائماً ما يتقبل أخطاءه ويعترف بها بل ويعتبرها فرصة جيدة
ليتعلم ويطور من نفسه.
2- توجيه اللوم للآخرين على مشاكلك الخاصة
دائماً ما يقوم الشخص الغير واثق في نفسه بلوم الآخرين على مشاكله هو
دون الإحساس بأنه مقصر أو بأن المشكلة قد تكون من جانبه هو, سواء كانت مشاكل في
البيت أو في العمل أو في حياته الاجتماعية, على عكس الرجل الواثق من نفسه والذي
يتحمل مسئولية المشاكل الموجودة في حياته ولا يحاول لوم الناس أو الزمن أو المواقف
على أخطائه هو.
على سبيل المثال فإن "أحمد" و"محمد" زميلان يعملان في نفس المكان, يخرجان
من المنزل في صباح كل يوم ليذهبوا إلى المقهى ويشربوا قهوتهم المفضلة قبل الذهاب
للعمل.
في أحد الأيام تعطلت ماكينة القهوة في المقهى مما أدى إلى تأخرهما عن
العمل, "أحمد" الذي يعاني من نقص الثقة بالنفس سيوجه اللوم للظروف والماكينة والمقهى وسيعتبرهم السبب في تأخره, أما "محمد" الواثق في نفسه فسيدرك أن المشكلة كانت منه هو فقد كان من الواجب أن يخرج من بيته باكراً بعض الشئ أو يذهب للعمل دون شرب القهوة أو أن يذهب إلى مقهى آخر, مما سيساعده على التصرف الصحيح في المرة القادمة للخروج من المشكلة بأقل خسائر, هل لاحظت الفرق؟
3- تجنب النظر في عين الشخص الواقف أمامه
من قديم الزمان وفي مختلف المجتمعات وحتى بين
الحيوانات فإن الاتصال النظري كان وما زال يعتبر
طريقة لقياس مدى ثقة الشخص الذي أمامك في كلامه ونفسه, فدائماً ما تجد الشخص
المرتبك الذي يعاني من عدم الثقة بالنفس يتحدث معك دون النظر إلى عينيك مباشرة, أو
ينظر في عينيك ولكنه يشيح بنظره كل ثانيتين أو ثلاث, لذلك يجب أن تتأكد حين تتحدث
مع أي شخص أن تنظر إلى عينيه جيداً ولأكبر وقت ممكن وهذا سيريه كم أنت رجل واثق في
نفسه.
ومن الخدع التي يمكنك فعلها لبناء هذه العادة هي أن تحاول معرفة لون
عين كل شخص تتحدث معه وأن تتذكره جيداً, مما سيساعدك على أن تحافظ على قوة نظرك إلى
عينيه أكبر وقت ممكن.
4- التفاخر أو التباهي الزائد عن اللازم
الرجل الواثق في نفسه لديه إيمان بقدراته وإنجازاته في الحياة مما
يجعله مرتاحاً ارتياحاً داخلياً دون الحاجة للتفاخر أو التباهي أو أن يخبر الناس
عن مدى قوته أو عظمته أو إنه يربح عشرات الآلاف من الجنيهات يومياً أو أنه زير
نساء أو أنه يستطيع حمل 200 كيلو جرام في تمارين الكتف في الجيم.
على العكس فإن الرجل الذي يعاني من عدم الثقة بالنفس يحاول دائماً
التباهي والتفاخر لتعويض النقص الذي يشعر به, وهو بدوره ما يلاحظه الناس فيعرفون
أنه كاذب أو محدث.
جميعاً نرغب في أن نكون الأفضل وأن يشير إلينا الناس ويقولوا
"واو إن هذا الشخص رائع للغاية!" إنها طبيعة إنسانية, ولكن يجب أن تقاوم
هذه الرغبة بقدر الإمكان وأن تتوقف عن التحدث عن نفسك, وبدلاً من هذا فلتعمل
جاهداً لتجعل إنجازاتك هي التي تتحدث عنك.
5- الاهتمام الزائد عن اللازم برأي الناس
غالباً ماتجد الأشخاص الذين يعانون من عدم الثقة بالنفس مهووسين برأي
الناس فيهم, دائماً ما يكونون قلقين, هل الناس راضون عن تصرفاتهم أم لا؟ هل الناس
معجبون بمظهرهم أم لا؟ هل الناس مهتمون بكلامهم أم لا؟ دائماً ما يحتاجون أن يقول
لهم الناس كم هم رائعون وجذابون وأنهم الأفضل حتى لو لم يكن هذا موضع الحديث.
أما الرجل الواثق في نفسه فلا يجد مشكلة أن يفعل ما هو مقتنع به حتى
لو لم ينل رضا الناس, فهو يسمع آراء الناس ويفكر فيها ولكنه لا يعتبرها ابداً أهم
من رأيه الشخصي لأن الشخص الوحيد الذي يحتاج إلى إرضائه هو نفسه.
6- محاولة الصعود على فشل الآخرين
دائماً
ما يحاول الإنسان الذي يشعر بالضعف وعدم الثقة بالنفس التقليل من كل الناس, فهو
يشعر أن نجاح غيره هو فشل له, لذلك تجده يعمل جاهداً ليحبط الناس من حوله ويقلل من
إنجازاتهم, بل إن هذا قد يصل به للتنمر أو أن يحاول فرد عضلاته على غيره لكي يشعر
بأنه أفضل منه, على العكس تماماً تجد الرجل الواثق في نفسه يعرف أن نجاح أصدقائه
وزملائه هو نجاح له أيضاً لذلك يحاول دايماً أن يعلو ويعلو بمن حوله معه ولا
يتمنى الفشل لأحدٍ إطلاقاً, بل بالعكس يلعب بروح رياضية لإيمانه بأن نجاح غيره شئ
لا يقلل منه على الإطلاق.
7- الكلام عن أشخاصٍ في غيابهم (من وراء ظهورهم)
يتكلم
بالسوء عن زميله في الدراسة أو عن مديره في العمل أو عن الفتاة التي حاول التقرب
لها ولم يستطع, تذكر معي آخر مرة تحدثت مع أحدهم ووجدته يتكلم عن شخص ما بطريقة سلبية أو
يسخر منه في غيابه, لا بد أنك احتقرته وشعرت بأنه يحس بغيرة شديدة منه, هذا بالضبط
هو شعور كل من يسمعك تتكلم بالسوء عن شخص في غيابه, ليس هذا فقط بل أيضاً يتوقع
أنك كما تتكلم عن غيره بالسوء أمامه فربما تتكلم عنه هو شخصياً بالسوء أمام أشخاص
آخرين وبالتالي سيحاول الابتعاد عنك.
قاوم
الرغبة, عند سماعك لاسم شخص لا تحبه عليك أن تتحدث عنه بالخير أو أن تصمت تماماً,
ولكن لا تحاول ابداً مهما كانت الظروف ومهما كان ذلك الرجل سيئاً أن تعيبه أو
تتحدث عنه بسوء.
8- اختيار الراحة وعيش الحياة في الكومفورت زون
منطقة
الراحة أو "الكومفورت زون" هي باختصار المكان والأفعال التي تقوم بها
باستمرار بلا تجديد ولا تحتاج منك مجهوداً كبيراً بل تجعلك دائماً في وضع الراحة,
ولكن كما نعلم جميعاً فلا نجاح بدون تعب, لذلك فإن الرجل الواثق في نفسه يحاول
دائماً أن يخرج من منطقة راحته وأن يجرب نشاطات جديدة أو يزور أماكن لم يزرها من
قبل أو يتعلم مهارات جديدة لا يعلم عنها شيئاً, فهو يعلم جيداً أن هذه هي الطريقة
الوحيدة التي يمكنه بها أن يطور من نفسه ويزيد من مساحة منطقة راحته أكثر فأكثر,
عكس الرجل فاقد الثقة بالنفس والذي يعيش حياته في منطقة الراحة حتى لو لم يكن وضعه
مناسباً له, فهو لا يملك الجرأة الكافية ليأخذ خطوة شجاعة نحو المجهول ولذلك يبقى
فاشلاً طوال حياته.
9- مقارنة نفسه بالآخرين
الغيرة
والحسد هما الدافع الذي يجعلك تقارن نفسك بغيرك, فتقول لنفسك "أنا أفضل من فلان
وأعمل بجد أكثر منه لماذا نجح هو وفشلت أنا؟" ولكن الرجل الواثق في نفسه لا يفكر
بهذه العقلية, فهو يعرف أنه لا بد من وجود تقصير من جانب ما فيراجع أخطاءه ويحاول
دائماً أن يكون شخصاً أفضل.
10- الخوف من التميز!
للأسف
فإن كثيراً من الناس يخاف من الظهور ويخاف من أن يكون مختلفاً عن باقى الناس
وبالتالي يقلد ما يفعله الجميع حتى ولو كان معارضاً لمبادئه, يخاف من قول كلمة لا
أنا لا أريد هذا بل أريد شيئاً آخر, يخاف من أن يكون هو الفرد المميز في المكان بل
ويشعر بالقلق من عيون الناس عليه وتشعره بعدم الراحة, لكن الشخص الواثق في نفسه
يمتلك الشجاعة الكافيه ليقف وحده ويدافع عن قناعاته حتى لو لم يسانده أحد على
الإطلاق.
تعليقات: 0
إرسال تعليق